١٦٦ ـ لكنّه شاقَهُ أن قيل ذا رَجبٌ |
|
يا ليت عِدّةَ حَوْل كلّهِ رَجَبُ (١) |
الثالث : ألاّ تكون تابعة ، بل تالية للعوامل؛ فتقع مضافة إلى الظاهر ، نحو قوله تعالى : (كُلُّ نَفْس بِما كَسَبَتْ رَهينَةٌ) (المدثر /٣٨) وقال أميرالمؤمنين (عليه السلام) : «حدّثني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم بألف حديث لكل حديث ألف باب» (٢) وغير مضافة ، نحو قوله تعالى : (وَكُلاًّ ضَرَبنا لَهُ الأمثالَ) (الفرقان/٣٩) وقول أبي طالب (عليه السلام) في النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) :
١٦٧ ـ أتانا بهدي مثل ما أتيابه |
|
فكلٌّ بأمرالله يهدي ويعصم (٣) |
أما أوجهها الثلاثة التي باعتبار ما بعدها فقد مضت الإشارة إليها :
الأول : أن تضاف إلى الظاهر ، وحكمها أن يعمل فيها جميع العوامل كقول أبي طالب (عليه السلام) :
١٦٨ ـ ولَمّا رأيتُ القومَ لاوُدَّ فيهم |
|
وقد قَطَعوا كلّ العُرى والوَسائل (٤) |
الثاني : أن تضاف إلى ضمير محذوف ، ومقتضى كلام النحويين أن حكمها كالتي قبلها.
الثالث : أن تضاف إلى ضمير ملفوظ به ، وحكمها ألاّ يعمل فيها غالباً إلاّ الابتداء (٥) ، نحو : (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ القِيامَةِ فَرْداً) (مريم / ٩٥) ؛ لأن الابتداء عامل
__________________
١ ـ الإنصاف في مسائل الخلاف ١ ـ ٢/٤٥١.
٢ ـ بصائر الدرجات : ٣١٤.
٣ ـ الاحتجاج ١ ـ ٢/٢٣٣. وضمير «أتيا» راجع إلى موسى وعيسى على نبيّنا وآله وعليهما السلام.
٤ ـ شرح مختارات أشعار العرب : ٩٥.
٥ ـ قال الشمنّيّ : «في الشرح : ليس كذلك بل الغالب عليها أن تكون تابعة ، نحو : جاء القوم كلهم وأكرمتهم كلهم ومررت بهم كلهم وحيث تخرج عن التبعية فالغالب عليها أن لايعمل فيها إلا الابتداء». المنصف : ٢/ ٢١.