ويشتركان في خمسة اُمور : الاسمية ، والإبهام ، والافتقار إلى التمييز ، والبناء ولزوم التصدير ، وأما قول بعضهم في (ألَمْ يَرَواكَمْ أهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ القُرُونِ أنَّهُمْ إلَيْهِم لا يَرجِعُونَ) (يس/٣١) : اُبدلت «أنَّ» وصلتها من «كم» فمردود بأن عامل البدل هو عامل المبدل منه؛ فإن قدّر عامل المبدل منه «يروا» فـ «كم» لها الصدرُ فلايعمل فيها ما قبلها ، وإن قدّره «أهلكنا» فلا تسلط له في المعنى على البدل ، والصواب : أن «كم» مفعول لـ «أهلكنا» والجملة إما معمولة لـ «يروا» على أنه عُلِّق عن العمل في اللفظ ، و «أنَّ» وصلتها مفعول لأجله ، وإما معترضة بين «يروا» وما سدَّ مسدَّ مفعوليه وهو «أنّ» وصلتها.
ويفترقان في خمسة اُمور :
أحدها : أن الكلام مع الخبرية محتمل للتصديق والتكذيب ، بخلافه مع الاستفهامية.
الثاني : أن المتكلم بالخبرية لا يستدعي من مخاطبه جواباً؛ لأنه مخبر ، والمتكلم بالاستفهامية يستدعيه؛ لأنه مستخبر.
الثالث : أن الاسم المبدل من الخبرية لا يقترن بالهمزة ، بخلاف المُبدل من الاستفهامية ، يقال في الخبرية : «كم عبيد لي خمسون بل ستون» وفي الاستفهامية : «كم مالك أعشرون أم ثلاثون؟».
الرابع : أن تمييز «كم» الخبرية مفرد أو مجموع ، تقول : «كم عبد ملكت وكم عبيد ملكت» وقال الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) : «يا إلهي فلك الحمد فكم من عائبَة ستَرتَها عليّ فلم تفضحني» (١) و «فَكم قد رأيت يا إلهي مِن اُناس طلبوا
__________________
١ ـ الصحيفة الكاملة السجادية ، الدعاء السادس عشر : ١١٥.