المصدرية في قوله (١) :
١٨٢ ـ إذا أنت لم تنفع فضُرّ فإنّما |
|
يُرجّى الفتى كيما يضرُّ وينفع |
وقيل : «ما» كافة. وعلى «أن» المصدرية مضمرة ، نحو : «جئتُك كي تُكرمني» إذا قدّرت النَّصب بـ «أنْ».
الثالث : أن تكون بمنزلة «أن» المصدرية معنىً وعملاً وذلك في نحو : (لكَيلا تأسَوْا) (الحديد/٢٣). ويؤيده صحةُ حلول «أنْ» محلها ، ولأنها لو كانت حرف تعليل لم يدخل عليها حرف تعليل. ومن ذلك : «جئتك كي تُكرمني» وقوله تعالى : (كَيْلا يَكُونَ دُولَةً) (الحَشر /٧) ، إذا قدّرت اللام قبلها ، فإن لم تقدر فهي تعليلية جارة ، ويجب حينئذ إضمار «أن» بعدها.
وعن الأخفش : أن «كي» جارة دائماً ، وأن النصب بعدها بـ «أنْ» ظاهرة أو مضمرة ، ويرده نحو : (لِكَيْلا تأسَوْا) (الحديد /٢٣).
وعن الكوفيين : أنها ناصبة دائماً ، ويرده قولهم : «كيمه» كما يقولون : «لمه».
تنبيه
إذا قيل : «جئت لتكرمني» بالنصب ، فالنصب بـ «أنْ» مضمرة ، وجوز أبوسعيد كون المضمر «كي» والأول أولى؛ لأنَّ «أنْ» أمكنُ في عمل النصب
__________________
١ ـ قال السيوطي : «قيل : هو للنابغة الذبياني. وقيل : للنابغة الجعدي». شرح شواهد المغني : ١/٥٠٧.
وقال البغدادي : «قال العيني البيت للنابغة الذبياني ، وقيل : الجعدي ، والأصح أنّ قائله قيس بن الخطيم ، ذكره البحتري في حماسته انتهى. وأنشده الإمام الباقلاني في كتاب إعجاز القرآن بنصب «يضر وينفع» ونسبه إلى قيس بن الخطيم ، وقد فتّشته في ديوانه ، وفي ديوان النابغة الذبياني ، قلم أجده فيهما». شرح أبيات مغني اللبيب : ٤/ ١٥٣.