ولابها أصالة ، خلافاً لزاعمي ذلك ، بل رفعه بالابتداء ، ثم قال أكثرهم : يجب كونُ الخبر كوناً مُطلقاً محذوفاً؛ فإذا اُريد الكون المقيد لم يجز أن تقول : «لولا زيد قائم» ولا أن تحذفه ، بل تجعل مصدَره هو المبتدأ ، فتقول : «لولا قيام زيد لأتيتك» أو تدخل «أنّ» على المبتدأ فتقول : «لولا أنّ زيداً قائم» وتصير «أنّ» وصلتها مبتدأ محذوف الخبر وجوباً ، أو مبتدأ لا خبر له ، أو فاعلاً بـ «ثبت» محذوفاً ، على الخلاف السابق في فصل «لو».
وذهب الرماني وابن الشجري والشلوبين وابن مالك إلى أنّه يكون كوناً مطلقاً كـ «الوجود والحصول» فيجب حذفه ، وكوناً مقيداً كـ «القيام والقعود» فيجب ذكره إن لم يعلم ويجوز الأمران إن علم.
وزعم ابن الطراوة أن جواب «لولا» أبداً هو خبر المبتدأ ، ويرده أنه لا رابط بينهما.
وإذا ولي «لولا» مضمرٌ فحقه أن يكون ضميرَ رفع ، نحو : (لَوْلا أنْتمْ لَكُنّا مُؤمنينَ) (سبأ /٣١) وسمع قليلاً : «لولاي ولولاك ولولاه» خلافاً للمبرد ، قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لولاك يا علي ما عُرِف المؤمنون مِنْ بعدي» (١).
ثم قال سيبويه والجمهور : هي جارة للضمير مختصة به ، كما اختصت «حتى» والكاف بالظاهر ولا تتعلق «لولا» بشيء ، وموضع المجرور بها رفع بالابتداء ، والخبر محذوف.
وقال الأخفش : الضمير مبتدأ و «لولا» غير جارة ، ولكنهم أنابوا الضمير المخفوض عن المرفوع ، كما عكسوا ، إذ قالوا : «ما أنا كأنت» ، «ولا أنت كأنا»
__________________
١ ـ كنز العمال ١٣/ ح ٣٦٤٧٧.