مسألة
في ناصب «إذا» الشرطية مذهبان :
أحدهما : أنّه شرطها وهو قول المحقّقين ، فتكون بمنزلة «متى وحيثما وأيّان».
وقول أبي البقاء : إنه مردود بأنّ المضاف إليه لا يعمل في المضاف ، غير وارد؛ لأنّ «إذا» عند هؤلاء غير مضافة كما يقوله الجميع إذا جزمت.
والثّاني : أنه ما في جوابها من فعل أو شبهه ، وهو قول الأكثرين.
ويرد عليهم اُمور :
أحدها : أن الشرط والجزاء عبارة عن جملتين تربط بينهما الأداة ، وعلى قولهم تصير الجملتان واحدة؛ لأن الظرف عندهم مِن جملة الجواب ، والمعمول داخل في جملة عامله.
الثّاني : أنه يلزمهم في نحو : «إذا جئتني اليوم أكرمتك غداً» أن يعمل «أكرمتك» في ظرفين متضادين ، وذلك باطل عقلاً ؛ إذ الحدث الواحد المعيّن لايقع بتمامه في زمانين وقصداً ، إذ المراد وقوع الإكرام في الغد لا في اليوم.
فإن قلت : فما ناصب «اليوم» على القول الأول ، وكيف يعمل العامل الواحد في ظرفي زمان؟ قلنا : لم يتضادا كما في الوجه السابق ، وعمل العامل في ظرفي زمان يجوز إذا كان أحدهما أعم من الآخر ، نحو : «آتيك يوم الجمعة سحر» وليس بدلاً؛ لجواز «سير عليه يوم الجمعة سحر» برفع الأول ونصب الثانى ، نص عليه سيبويه وأنشد الفرزدق :