والفرق بين المعرّف بـ «أل» هذه وبين اسم الجنس النكرة هو الفرق بين المقيّد والمطلق ، وذلك لأنّ ذا الألف واللام يدلّ على الماهية بقيد حضورها في الذهن ، واسم الجنس النكرة يدل على مطلق الماهية ، لا باعتبار قيد.
الوجه الثّالث : أن تكون زائدة ، وهي نوعان : لازمة ، وغير لازمة.
فالاُولى : كالتي في الأسماء الموصولة على القول بأنّ تعريفها بالصلة ، وكالواقعة في الأعلام بشرط مقارنتها لنقلها كـ «اللاّت والعزّى» أو لارتجالها كـ «السَّموأل» أو لغلبتها على بعض مَن هي له في الأصلِ كـ «البيت» للكعبة و «المدينة» لطَيْبة (١). وهذه في الأصل لتعريف العهد.
والثانية نوعان : كثيرة واقعة في الفصيح ، وغيرها.
فالاُولى : الداخلة على عَلم منقول من مجرّد صالح لها مَلمُوح أصله ، كـ «حارث وعبّاس» فتقول فيهما : «الحارث والعباس» ويتوقف هذا النوع على السّماع ، ألا ترى أنه لا يقال مثل ذلك في نحو : «محمّد وأحمد»؟.
والثانية نوعان : واقعة في الشعر ، وواقعة في شذوذ من النثر.
فالاُولى : كالداخلة على قول الرشيد بن شهاب اليشكري :
٢٠ ـ رأيتك لمّاأن عرفتَ وجوهَنا |
|
صددتَ وطبتَ النفس ياقيس عن عمرو (٢) |
والثانية : كالواقعة في قولهم : «ادخلوا الأوّل فالأوّل».
__________________
١ ـ بسكون الياء.
٢ ـ شرح ابن عقيل : ١ / ١٨٢.