حرف استفتاح فيبينون مكانها ويهملون معناها.
الثاني : التوبيخ والإنكار ، كقوله (١) :
٢٣ ـ ألا ارعواء لمن ولّتْ شَبيبتُهُ |
|
وآذنتْ بمشيب بعدَهُ هرمُ |
الثالث : التمني ، كقوله (٢) :
٢٤ ـ ألا عُمْر وَلّى مستطاع رجوعه |
|
فيرأب ما أثأتْ يدُ الغفلات |
ولهذا نصب «يرأب» ؛ لأنه جواب تمنٍّ مقرون بالفاء.
الرابع : الاستفهام عن النفي نحو : «ألا اصطبارَ؟»
وهذه الأقسام الثلاثة مختصة بالدخول على الجملة الاسمية ، وتعمل عمل «لا» التبرئة ، ولكن تختصّ الّتي للتّمني بأنها لاخبر لها لفظاً ولا تقديراً ، وبأنّها لايجوز مراعاة محلّها مع اسمها ، وأنها لايجوز إلغاؤها ولو تكررت ، أما الأول فلأنها بمعنى «أتمنى» و «أتمنى» لا خبر له. وأما الآخران فلأنها بمنزلة «ليت» وهذا كله قول سيبويه ومن وافقه. وعلى هذا فيكون قوله في البيت : «مستطاع رجوعه» مبتدأ وخبراً على التقديم والتأخير ، والجملة صفة ثانية على اللفظ ، ولايكون «مستطاع» خبراً أو نعتاً على المحل و «رجوعه» مرفوع به عليهما؛ لما بيّنا.
الخامس : العرض والتحضيض (٣) ومعناهما طلب الشيء ولكن العرض
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ١ / ٢١٢ ، شرح أبيات مغني اللبيب : ٢ / ٩٢ ، لم يسمّ قائله.
٢ ـ لم يسمّ قائله ، شرح شواهد المغني : ١ / ٢١٣.
٣ ـ ذهب جماعة من النحويين إلى أن الثاني والثالث والرابع من أوجه ألا مركبة من الهمزة ولا ، والخامس أيضاً مركب عند بعض مع أن البحث في البسائط والمفردات ، والقول بأنها صارت مفردة بعد التركيب فيه ما لا يخفى ، وأما الأوّل فقال الأكثرون : إنه بسيط ، وقيل : مركب. راجع لتحقيق البحث أوضح المسالك : ١ / ٢٩١ ـ ٢٩٤ والتصريح على التوضيح : ١ / ٢٤٤ ـ ٢٤٦ وحاشية الصبان : ٢ / ١٧ والنحو الوافي : ١ / ٦٤٢ و ٦٤٤.