تفسيره : مهما يكن من شيء فزيد ذاهب. انتهى.
ويفصل بين «أمّا» والفاء بواحد من اُمور ستّة :
أحدها : المبتدأ كالآيات السابقة.
الثاني : الخبر ، نحو : «أمّا في الدار فزيد».
الثّالث : جملة الشرط ، نحو : (فَأمّا إنْ كانَ مِنَ المُقَرَّبِينَ فَرَوحٌ) (الواقعة /٨٨ و ٨٩) الآيات.
الرّابع : اسم منصوب لفظاً أو محلاً بالجواب ، نحو : (وَأَمّا السّائلَ فَلا تَنْهَرْ وَأمّا بِنِعْمَةِ رَبّكَ فَحَدِّثْ) (الضحى /١٠ و ١١).
الخامس : اسم كذلك معمول لمحذوف يفسره ما بعد الفاء ، نحو : «أمّا زيدا فاضربه» ويجب تقدير العامل بعد الفاء وقبل ما دخلت عليه؛ لأن «أمّا» نائبة عن الفعل ، فكأنها فعل والفعل لايلي الفعل؛ وأما «ليس خَلَقَ الله مثله» ففي «ليس» ضميرُ شأن فاصلٌ في التقدير.
السّادس : ظرف معمول لـ «أمّا» لما فيها من معنى الفعل الّذي نابت عنه أو للفعل المحذوف ، نحو : «أمّا اليوم فإني ذاهب» ولا يكون العامل ما بعد الفاء؛ لأن خبر «إنّ» لا يتقدم عليها فكذلك معموله ، هذا قول الجمهور وخالفهم المبرّد وابن درستويه والفراء ، فجعلوا العامل نفس الخبر.
فإن قلت : «أمّا اليوم فأنا جالس» احتمل كون العامل «أمّا» وكونه الخبر؛ لعدم المانع ، وإن قلت : «أمّا زيداً فإنّي ضارب» لم يجز أن يكون العامل واحداً منهما وامتنعت المسألة عندالجمهور؛ لأنّ «أمّا» لا تنصب المفعول ومعمول خبر «إنّ» لايتقدّم عليها ، وأجاز ذلك المبرّد ومن وافقه على تقدير إعمال الخبر.