رأوْا ما يُوعَدُونَ إمّا العَذابَ وَإمّا السّاعَةَ) (مريم /٧٥) فإن ما بعد الاُولى بدل مما قبلها.
ولـ «إمّا» خمسة معان :
أحدها : الشك ، نحو : «جاءني إمّا زيد وإمّا عمرو» إذا لم تعلم الجائي منهما.
الثاني : الإبهام ، نحو : (وآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأمْرِ الله إمّا يُعَذّبُهُمْ وَإمّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ) (التوبة /١٠٦).
الثالث : التخيير ، نحو : (إمّا أنْ تُعذّبَ وَإمّا أنْ تتّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً) (الكهف /٨٦).
الرابع : الإباحة ، نحو : «تعلّم إمّا فقهاً وإمّا نحواً».
الخامس : التفصيل ، نحو : (إنّا هدَيْناهُ السّبيلَ إمّا شاكِراً وَإمّا كَفُوراً) (الإنسان /٣).
وهذه المعاني لـ «أو» كما سيأتي ، إلاّ أنّ «إمّا» يبنى الكلام معها من أول الأمر على ما جيء بها لأجله من شك وغيره ، ولذلك وجب تكرارها في غير ندور ، و «أو» يفتتح الكلام معها على الجزم ثم يطرأ الشك أو غيره ، ولهذا لم تتكرر.
وقد يستغنى عن «إمّا» الثانية بذكر ما يغني عنها ، نحو : «إمّا أن تتكلّم بخير وإلاّ فاسكت».
وقد يستغنى عن الاُولى لفظاً كقوله : (١)
٣٨ ـ تُلمّ بدار قد تقادم عهدُها |
|
وإمّا بأموات ألمّ خيالُها |
__________________
١ ـ نسبه البغدادي إلى الفرزدق. شرح أبيات مغني اللبيب : ٢ / ١٨ ، ونسبه السيوطي إلى ذي الرّمة باختلاف يسير في الرواية. شرح شواهد المغني : ١ / ١٩٣.