لأنه يصح أن يجاب به عن البيت أيضاً (١).
وأجاب ابن عصفور عن البيت بأن المراد أن الجد أتاه السؤدد من قبل الأب والأب من قبل الابن.
وأمّا المهلة فزعم الفراء أنها قد تتخلف ، بدليل قولك : «أعجبني ما صنعتَ اليوم ثمّ ما صنعت أمس أعجبُ» ؛ لأن «ثم» في ذلك لترتيب الإخبار ، ولا تراخي بين الإخبارين.
مسألة
أجرى الكوفيون «ثمّ» مجرى الفاء والواو ، في جواز نصب المضارع المقرون بها بعد فعل الشرط ، واستدلّ لهم بقراءة الحسن : (ومَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجراً إلى الله وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكَه المَوتُ فَقَد وَقَعَ أجْرُهُ عَلَى الله) (النساء / ١٠٠) بنصب «يدرك» وأجراها ابن مالك مجراهما بعد الطلب ، فأجاز في قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لايبولنّ أحدُكُم في الماء الدائم الذي لايجري ثمّ يغتسل فيه» (٢) ثلاثة أوجه : الرفع بتقدير : ثم هو يغتسل ، وبه جاءت الرواية ، والجزم بالعطف على موضع فعل النهي ، والنصب قال : بإعطاء «ثم» حكم واو الجمع ، فتوهم تلميذه أبو زكريا النووي أن المراد : إعطاؤها حكمها في إفادة معنى الجمع ، فقال :
__________________
١ ـ واعلم أنّه لا يصح الاحتجاج بكلام المولدين في العربية وعزاه السيوطي إلى الإجماع ، وأبو نواس من المولّدين فلا يصح التمسك بأشعاره كما قاله البغدادي فالأولى الاستشكال عليه بعدم الحجية ، راجع الاقتراح : ٧٠ ، شرح أبيات مغني اللبيب : ٣/٤٠.
٢ ـ صحيح البخاري : ١/٦٩ ، فتح الباري : ١/٣٤٦ ، موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف حرف اللام نقلاً عن عدّة كتب.