ومجرد وجود رواية في كتبهم لا يعني الأخذ بها ، فما عند السنة من ذلك الشيء الكثير وقد ذكرنا بعضه .
قال الكاتب : ومن جهة أخرى أنّهم يعتقدون أيضاً أنّ القرآن الموجود حالياً لم يدوّن الّا على يدي أبي بكر وعمر وعثمان بينما هم غاصبون لخلافة علي عليهالسلام وهذا (أي غصب الخلافة) يثبت خيانتهم وفقد الايمان الصحيح .
ونقول : إنّ القرآن قد دوّن وجمع في زمان النبي صلىاللهعليهوآله لأنّ الروايات المذكورة في جمع القرآن بعد النبي صلىاللهعليهوآله كلّها مضطربة ومتناقضة ، كما أنها مخالفة للعقل وتستلزم القول بالتحريف ، وقد بحث السيد أبو القاسم الخوئي هذه المسألة في كتابه البيان في تفسير القرآن فإن شاء هذا الكاتب أن يقف على حقيقة الأمر فليرجع الى هذا الكتاب ١ .
وأما مسألة الخلافة ، فقد ذكرنا أكثر من مرّة أنّ الشيعة تعتقد بأنّ النبي صلىاللهعليهوآله نص على إمامة الأئمّة عليهمالسلام من بعده وعيّنهم بأسمائهم وعى ذلك أدلّة الشيعة في هذا المجال في كتبهم الاعتقاديّة .
قال الكاتب : وبحسب اعتقادهم إنّ القرآن الصحيح قد
__________________
١) البيان في تفسير القرآن : ص ٢٥٧ و ٢٧٨ الطبعة الثانية ١٣٨٥ هـ ١٩٦٥ م .