فمن أجل صيانة الحديث الشريف وتنزيهه عن عبث العابثين لا بدّ من عرضه على المقاييس الصحيحة ليعرف منها صدق الحديث من غيره كما هو معلوم عند علماء السنة ، فما وافق المقاييس أخذ به وما لم يوافقها يرد وليس ردّ الحديث تكذيباً للنبي صلىاللهعليهوآله كما قد يتوّهم هذا الكاتب ويبادر للاتهام فإن هذا أمر يعرفه علماء السنّة والغرض منه صيانة الحديث والدفاع عنه .
وتبيّن من ذلك أن الشيعة في أخذها الأحاديث عن أئمّتها باعتبار أنّ طريقهم أوثق الطرق وأقربها الى رسول الله صلىاللهعليهوآله وأعرفها بمقاصده .
قال الكاتب : ولاجل ذلك إن الشيعة قد قطعوا حبل الرسول صلىاللهعليهوآله وفتّتوا عرى الاسلام في حين قال صلىاللهعليهوآله في حجّة الوداع الأخيرة في حياته ما نصّه : إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي .
ونقول : إن الشيعة بفعلهم حفظوا الدين وصانوه عن التلاعب لانّهم يعتقدون أنّ الدّين وضعه النبي في أيدي أمينة وهم عترته واهل بيته وامر الناس باتباعهم واقتفاء آثارهم لأنهم أعرف الناس بمرادات النبي صلىاللهعليهوآله ومقاصد القرآن وذلك لأنهم عليهمالسلام ورثوا العلم عن رسول الله صلىاللهعليهوآله . وليس الأمر كما يدّعيه هذا الكاتب من أنهم قطعوا حبل الرسول صلىاللهعليهوآله وفتّتوا عرى الاسلام .