حجة الوداع بعرفة ، وبالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه ، وفي غدير خم ، وفي الطائف ، وغيرها من المواطن .
ومن هنا تعدّدت طرقه واسانيده حتى بلغت اكثر من مائة طريق ١ .
وقد استشهد الإمام الرّضا عليهالسلام ـ وهو الثّامن من أئمة أهل البيت عليهمالسلام ـ بهذا الحديث في مناظرة علمية جرت بينه وبين العلماء في مجلس المأمون العباسي .
روى الشيخ الصدوق في كتاب الأمالي بسنده عن الريّان بن الصّلت قال : حضر الرضا عليهالسلام مجلس المأمون بمرو ، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان ، فقال المأمون : أخبروني عن معنى هذه الآية : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) ٢ فقالت العلماء : أراد الله عزّوجل بذلك الأمة كلّها .
فقال المأمون : ما تقول يا أبا الحسن ؟ فقال الرضا عليهالسلام : لا أقول كما قالوا ، ولكنّي أقول : أراد الله العترة الطاهرة .
فقال المأمون : وكيف عنى العترة من دون الأمة ؟ فقال له
__________________
١) الاصول العامة للفقه المقارن : ص ١٦٤ و ١٦٥ ، الطبعة الثانية بتصرّف .
٢) سورة فاطر ، الآية ٣٢ .