معصوماً والّا ففاقد الشّيء لا يعطيه .
وثانياً : ضرورة التمسّك بهما معاً وأنّ أحدهما لا يغني عن الآخر ، ومعنى التمسّك بهما الأخذ بتعاليمهما والسير على منهاجهما ، ولو كان يمكن الإكتفاء بأحدهما لضمان عدم الإنحراف والضلال لنبّه النبي صلىاللهعليهوآله على ذلك . ومن هنا يعلم أنّ قول من قال حسبنا كتاب الله ١ يتضمّن الردّ على الرسول صلىاللهعليهوآله .
وثالثاً : دلالته على بقاء العترة إلى جنب الكتاب وأنّهما لن يفترقا حتى يردا الحوض على النبي صلىاللهعليهوآله ، فما دام القرآن موجوداً فلا بدّ ان تكون العترة إلى جانبه ، وهذا المعنى لا ينسجم الّا مع ما تذهب إليه الشيعة الإمامية من بقاء الإمامة ووجود الإمام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
ورابعاً : دلالته على جامعية العترة لكل ما يحتاج إليه الناس من العلوم والمعارف ، وهذا ما أكّدته سيرتهم عليهمالسلام حيث كانوا فإنهم معدن العلوم والأسرار والأحكام ، وكانوا ملاذ المسلمين في النوازل والحوادث والمعضلات .
وخامساً : دلالته على انحصار المعرفة والعلم بالكتاب بهم عليهمالسلام دون من سواهم فإنّهم أهل البيت وهم أدرى بما فيه ،
__________________
١) فتح الباري بشرح صحيح البخاري : ج ١ باب كتابة العلم : ص ١٦٨ الطبعة الثانية ١٤٠٢ هـ ـ ١٩٨٢ م دار إحياء التراث العربي .