ونقول : إنّ هذا الكاتب يرد على القرآن ـ كما ذكرنا ذلك سابقاً ـ فإنّ الذي شرّع التقية هو الله تعالى في القرآن الكريم وقد أوردنا الآيات في موضع سابق من هذا الكتاب . وليست التقية هي النفاق ، فهما شيئان مختلفان مفهوماً ومصداقاً ، وقد ذكرنا هذا أيضاً فيما مضى ، ونضيف هنا ان الكاتب وامثاله هم الذين يلجؤن الشيعة الى التقيّة ، فإن هؤلاء المغرضين الذين لا هدف لهم الّا إثارة الفتنة إذا كتبوا هذه الأباطيل والأراجيف ونسبوها زوراً وبهتاناً الى الشيعة وحرّكوا الناس ضدّهم فمن الطبيعي أنّهم يخافون على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم ، فيضطرون الى التخفّي ظاهراً وقلوبهم مطمئنّة بالايمان واقعاً ، ولو أنّهم جاؤا وجادلوا بالتي هي أحسن لكان خيراً للجميع ، وهذه محنة الشيعة على مرّ التاريخ ، وقد ذكرنا بعض الوقائع التاريخية التي نالها الشيعة من جراء الحقد والعداوة ، ولا زال الشيعة يعانون الويلات من ملقحي الفتن والأحقاد .
قال الكاتب : انّهم يلصقون مثل هذا النفاق على سيّدنا علي على أنّه علم بخيانة أبي بكر وعمر على خلافته ، ولكنه لم يعترضهما لأجل التقية في الخلافة آنذاك ، فهذه الأكاذيب التي ألصقت على سيّدنا علي تكشف وضوح الانحراف في عقيدتهم