الرافضة البداء جائز على الله تعالى وهو أن يعتقد شيئاً ثمّ يظهر له أنّ الأمر بخلاف ما اعتقده .
وحاشا الشيعة أن تقول بذلك فإنهم يعتقدون أن الله تعالى عالم بالاشياء قبل وقوعها ، وهو الذي قدّرها ، وأنّ علمه تعالى عين ذاته ( يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) ١ .
وبعد هذا نقول :
البداء : لغة اسم مصدر من بدا يبدو بدواً من طلب بمعنى ظهر وقد يطلق على ما ينشأ للمرء من الرأي في أمر ويظهر له من الصواب ، قال تعالى ( وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا ) ٢ ولا يستعمل الفعل منه مفصولاً عن اللام الجارّه كما في الآية الشريفة ، ويستعمل كثيراً في معاني تستلزم الظّهور والبروز ، والجامع لهذه الاستعمالات هو الظّهور لا ظهور الرأي فقط ، لصحة استعماله في ظهور شيء آخر غير الرأي ، ثم إنّ في موارد استعمال البداء
__________________
١) سورة المجادلة ، الآية ٧ .
٢) سورة الزمر ، الآية ٤٨ .