وإرادة ظهور الرأي لا يتكفل اللفظ بمدلوله اللغوي لاثبات سبب هذا الظهور من كونه الجهل بما هو الصحيح من الرأي أو كونه من النّدامة من الرأي السابق أو أمر آخر ؛ إذ سبب الظهور لا يفهم من لفظ وضع لنفس الظهور بل لا بدّ من وجود قرينة عليه . فإذا قلنا بدا لله كذا فهو بمعنى برز إلى عالم الوجود شيء لم يكن موجوداً وكان له الربط بالله تعالى وإنّما يكون ذلك من جهة دلالته على قدرة الله التامّة ومشيئته الدائمة على قلب الحوادث المحتملة إذا كانت مقتضيات حدوثها موجودة ، وذلك بجعل موانع حدوث تلك الحوادث ، أو إزالة المقتضيات لها عن صفحة الوجود قبل تحقّق تأثيرها ، نظير ما ورد في الأخبار بأن الشيعة قبل موت اسماعيل كانوا يعتقدون بأنّه الامام بعد أبيه الصادق ، كما كانوا يعتقدون بأن أبا جعفر محمداً هو الامام بعد أبيه الهادي ، فارتفعت تلك المزعمة بموتهما في حياة أبويهما ، وهذا إنّما يكون إعلاماً بأن كل شيء بيد الله تعالى وتحت سلطانه وهو دليل على دوام سلطان الله تعالى وبسط قدرته في كل زمان بالنسبة الى كل شيء . فهل في هذا منافاة للعلم الالهي أو فيه مخالفة لمبادىء الاسلام .