ونقول : قد بيّنا مراد المحدّث النوري آنفاً ، فإنه يقول : إنّ هذا القرآن الموجود لا نقص فيه ولا تبديل الّا أن بعض الروايات تدلّ على اسقاط بعض الوحي المنزل ، وذلك أمر آخر غير التحريف الذي تتّهم السنّة الشيعة به .
ثمّ إنّ بعض علماء الشيعة يذهبون إلى أنّ القرآن كان مجموعاً في زمان النبي صلىاللهعليهوآله على ما هو عليه الآن ، وقد ذكرنا سابقاً أقوال علماء الشيعة في ذلك .
وقلنا : إنّه على فرض قول المحدث النوري بذلك فهو تعبير عن رأي شخصي وليس هو رأي المذهب .
وأما قوله ان القرآن الصحيح هو ما جمعه الامام علي عليهالسلام وهذا القرآن لا يوجد عندهم وذلك أنّ الامام المهدي الثاني عشر غاب معه فهو بناء على قول المحدّث النوري لا إشكال فيه ؛ لأن الامام لا بدّ أن يكون أعلم الناس بكتاب الله تعالى ، وأما اختفاؤه فلاقتضاء المصلحة ذلك . وأمّا بناء على قول غيره من علماء الشيعة وهم الأكثر فهذا القرآن هو الذي كان في زمان النبي صلىاللهعليهوآله وقد صرّحوا بذلك كما ذكرنا وارجع الى ما قلناه في المواضع المتفرّقة من هذا الكتاب حول هذا الموضوع لتتّضح الحقيقة .
قال : الدليل الثاني : إنّهم يجوّزون اسناد الخطأ إلى الله