تعالى (البداء) ونظير ذلك هو القول بتغير علمه تعالى وعلى أنّه قد يغيب عنه معرفة بعض الحوادث وما ينجم منها . . . إلى أن قال : إنّ هذا الكلام لا يخرج عن اطار تنزيل الله منزلة ما لا يناسب قدسيته . . .
ونقول : إنّ مسألة البداء من المسائل التي قصرت أذهان أعداء الشيعة عن إدراكها ، فما كان منهم الّا اتّهام الشيعة بما هم منه براء ، وقد أجبنا عن هذه المسألة فيما تقدّم وأوضحنا المراد من البداء عند الشيعة وأنه لا يصطدم مع التوحيد ، بل إن فيه الدليل على أن سلطان الله وقدرته مهيمنة على كل شيء حدوثاً وبقاء .
قال : الدليل الثالث : إنّهم يقولون بضرورة جرح الشيخين (أبي بكر وعمر (رض) وينسبون إليهما ما هو عار تماماً عن الصحّة فضلاً عن اتّهامهم السيّدة عائشة (رض) بأنها زنت .
ونقول : إن الشيعة تعتمد في تقييمها للأشخاص على النصوص التاريخيّة ، وتعطي كلّ ذي حقّ حقه ، وقد أشرنا الى كلا الموضعين المذكورين فيما تقدم ، ونطلب من هذا الكاتب ومن قائد علماء الهند كما عبّر عنه الكاتب أن يقرأ التاريخ بروح الانصاف والتعامل مع الأحداث على أساس من التجرّد عن المرتكزات ثم يوافينا بما يتوصّل إليه .