حروب داخليّة لا تنتهي ، وحاشا رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يأمر بذلك ، فإنه هو الرحمة للعالمين ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) ١ .
وخامساً : ورد التعليل في الحديث الثاني للأمر بقتل الرافضة بأمرين الأوّل : لكونهم من أهل الشرك ، الثاني : أنّهم يسبّون أبا بكر وعمر .
اما بالنسبة للأمر الأول ؛ فهذا لا يختصّ بالرافضة وحدهم ، فان المشركين كثيرون ، وحينما لحق النبي صلىاللهعليهوآله بالرفيق الأعلى لم يكن الناس كلّهم مسلمين ، وإنما انتشر الاسلام بعد ذلك ، فالتعليل المذكور يقتضي تعميم القتل لكلّ المشركين ، وحينئذ لا بدّ من الرجوع الى أحكام الجهاد المقرّرة في الفقه الاسلامي لا أن يكون القتل هكذا عشوائياً فهذه العبارة لا يمكن الأخذ بمدلولها .
وأمّا بالنسبة الى الأمر الثاني وهو التعليل بأنّهم يسبّون أبا بكر وعمر ، فقبل أن نجيب نريد أن نطرح هذا السؤال هل كان النبي صلىاللهعليهوآله يرى خلافة أبي بكر وعمر من بعده أو لا يرى ذلك ؟ فإن كان يراها فلماذا لم ينصّ عليهما حتى لا يقع الاختلاف من بعده وإن كان لا يراها فجعلهما خليفتين إنما هو من الناس لا من الله ولا من الرسول وحينئذ فهما كسائر للناس لهما ما للناس وعليهما ما
__________________
١) سورة الانبياء ، الآية ١٠٧ .