عند الشّيعة الإمامية فهو مما قامت عليه الأدلّة النقليّة الواصلة إليهم ، وساقهم البرهان للاعتقاد بذلك ، وأيّ ضير فيه على الشّيعة في هذا الإعتقاد ؟
ولعلّ الكاتب وأمثاله يستبعدون ذلك ، ونرفع هذا الإستبعاد بأمرين دون الدخول في التفاصيل فإن لها مقامات أخرى .
الأوّل : ذكرنا آنفاً أنّ القرآن الكريم أشار إلى أنّ الأنبياء لو بعثوا في زمان النبيّ صلىاللهعليهوآله لما وسعهم الّا الإيمان به واتباعه ، ومقتضى الإيمان والاتّباع هو الإمتثال لكل ما يأمر به النبي صلىاللهعليهوآله ، واتباعه في كلّ شيء ، فلو فرضنا أنّ الأنبياء موجودون في زمان النبي صلىاللهعليهوآله ونصّ على إمامة الأئمة عليهمالسلام وأمر باتباعهم فهل يسع الأنبياء مخالفة ذلك ؟ وحينئذ نسأل أيّهما أفضل الإمام أم المأموم ؟ والتّابع أم المتبوع ؟ وإذا ثبتت أفضليّتهم في هذا الحال فهي ثابتة في كلّ الأحوال ، فليس هناك ما يمنع من القول بأفضلية الأئمّة عليهمالسلام على سائر الأنبياء لا عقلاً ولا شرعاً .
الثاني : إنّ السّنة رووا في كتبهم أنّ النبي صلىاللهعليهوآله قال علماء أمتي كأنبياء بني اسرائيل أو بمنزلة أنبياء بني اسرائيل ، ونحو ذلك وأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله يفتخر بعلماء أمته يوم القيامة ١ فإذا كان العالم
__________________
١) جامع الأخبار ـ الفصل العشرون ـ الحديث ٥ ص ١١١ عن أبي هريرة .