رفيقا ، فلمّا عاد عادا ، فلما انصرف اجلس هذا على فخذه الأيمن وهذا على فخذه الأيسر ، ثم قال من أجنبى فليحب هذين ، وكانا عليهماالسلام حجتى الله لنبيه صلىاللهعليهوآله فى المباهلة ، وحجتى الله بعد أبيهما أمير المؤمنين عليهالسلام على الامّة فى الدّين والملّة (١).
٦ ـ عنه قال : روى محمّد بن أبى عمير ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال قال الحسن عليهالسلام لأصحابه ، إنّ لله مدينتين إحداهما فى المشرق والاخرى فى المغرب فيهما خلق لله تعالى لم يهتمّوا بمعصية له قطّ والله ما فيها وما بينهما حجّة لله على خلقه غيرى وغير أخى الحسين عليهالسلام (٢).
٧ ـ عنه وجاءت الرواية بمثل ذلك عن الحسين بن على عليهماالسلام انّه قال لأصحاب ابن زياد يوم الطفّ ما لكم تثامرون علىّ أم والله لئن قتلتمونى لتقتلنّ حجّة الله عليكم والله ما بين جابلقا وجابرسا ابن نبىّ احتجّ الله به عليكم غيرى يعنى بجابلقا وجابرسا المدينتين اللّتين ذكرهما الحسن عليهالسلام.
وكان من برهان كما لهما عليهماالسلام وحجّة اختصاص الله تعالى لهما بعد الّذي ذكرناه من مباهلة النبيّ صلىاللهعليهوآله بهما بيعة رسول الله لهما ولم يبايع صبيّا فى ظاهر الحال غيرهما ونزول القرآن بايجاب ثواب الجنّة لهما على عملهما مع ظاهر الطفوليّة فيهما ولم ينزل بذلك فى مثلهما.
قال الله تعالى فى سورة هل أتى (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً).
فعمّهما هذا القول مع أبيهما وأمّهما عليهماالسلام فتضمّن الخبر نطقهما فى ذلك و
__________________
(١) الارشاد : ١٨٠.
(٢) الارشاد : ١٨٠.