ضميرهما الدالّين على الآية الباهرة فيهما والحجّة العظمى على الخلق بهما ، كما تضمّن الخبر عن نطق المسيح عليهالسلام فى المهد وكان حجّة لنبوّته واختصاصه من الله بالكرامة الدالّة على محلّه عنده فى الفضل ومكانه.
وقد صرّح رسول الله صلىاللهعليهوآله بالنصّ على إمامته وإمامة أخيه من قبله ، بقوله ابناى هذان امامان قاما أو قعدا ودلت وصيّة الحسن عليهالسلام إليه على إمامته كما دلّت وصيّة أمير المؤمنين عليهالسلام إلى الحسن عليهالسلام على امامته بحسب ما دلّت وصيّة رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى أمير المؤمنين عليهالسلام على إمامته من بعده (١).
٨ ـ قال الطبرسى : وروى محمّد بن مسلم ، عن السيّدين الباقر والصادق عليهماالسلام قال : سمعتهما يقولان : إنّ الله تعالى عوّض الحسين عليهالسلام من قتله أن جعل الامامة فى ذرّيته والشفاء فى تربته وإجابة الدعاء عند قبره ، ولا تعدّ أيّام زائره جائيا وراجعا من عمره.
قال محمّد بن مسلم : فقلت لأبى عبد الله هذه الخلال تنال بالحسين قال : نعم فى نفسه ، قال : إنّ الله تعالى ألحقه بالنبىّ فكان معه فى درجته ومنزلته ثمّ تلا أبو عبد الله عليهالسلام: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) والأخبار فى هذا المعنى أكثر من أن تحصى (٢)
٩ ـ عنه وممّا روى فى السبطين عليهماالسلام ما رواه عتبة بن غزوان قال : كان النبيّ يصلّى فجاء الحسن والحسين يركبان ظهره فانصرف فوضعهما فى حجره فجعل يقبّل هذا مرّة وهذا مرّة فقال قوم : أتحبّهما يا رسول الله؟ فقال : ما لى لا أحبّ ريحانتىّ من الدنيا (٣)
__________________
(١) الارشاد : ١٨٠ ـ ١٨١.
(٢) اعلام الورى : ٢١٩.
(٣) اعلام الورى : ٢١٩.