(وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥) وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (٣٦) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (٣٧) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (٣٨) ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (٣٩) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ (٤٠) تَرْهَقُها قَتَرَةٌ) (٤١)
____________________________________
أَخِيهِ) (وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ) (وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) إما منصوب بأعنى تفسيرا للصاخة أو بدل منها مبنى على الفتح بالإضافة إلى الفعل على رأى الكوفيين وقيل بدل من إذا جاءت كما مر فى قوله تعالى (يَوْمَ يَتَذَكَّرُ) الخ أى يعرض عنهم ولا يصاحبهم ولا يسأل عن حالهم كما فى الدنيا لاشتغاله بحال نفسه وأما تعليل ذلك بعلمه بأنهم لا يغنون عنه شيئا أو بالحذر من مطالبتهم بالتبعات فيأباه قوله تعالى (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) فإنه استئناف وارد لبيان سبب الفرار أى لكل واحد من المذكورين شغل شاغل وخطب هائل يكفيه فى الاهتمام به وأما الفرار حذار من مطالبتهم أو بغضا لهم كما يروى عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه يفر قابيل من أخيه هابيل ويفر النبى صلىاللهعليهوسلم من أمه ويفر إبراهيم عليهالسلام من أبيه ونوح عليهالسلام من ابنه ولوط عليهالسلام من امرأته فليس من قبيل هذا الفرار وكذا ما يروى أن الرجل يفر من أصحابه وأقربائه لئلا يروه على ما هو عليه من سوء الحال وقرىء يعنيه بالياء المفتوحة والعين المهملة أى يهمه من عناه الأمر إذا أهمه أى أوقعه فى الهم ومنه من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعينه لا من عناه إذا قصده كما قيل وقوله تعالى (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ) بيان لمآل أمر المذكورين وانقسامهم إلى السعداء والأشقياء بعد ذكر وقوعهم فى داهية دهياء فوجوه مبتدأ وإن كانت نكرة لكونها فى حيز التنويع ومسفرة خبره ويومئذ متعلق به أى مضيئة متهللة من أسفر الصبح إذا أضاء وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن ذلك من قيام الليل وفى الحديث من كثر صلاته باليل حسن وجهه بالنهار وعن الضحاك من آثار الوضوء وقيل من طول ما أغبرت فى سبيل الله (ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ) بما تشاهد من النعيم المقيم والبهجة الدائمة (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ) أى غبار وكدورة (تَرْهَقُها) أى تعلوها وتغشاها (قَتَرَةٌ) أى سواد وظلمة.