(وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ (١٩) كِتابٌ مَرْقُومٌ (٢٠) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (٢١) إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (٢٢) عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ (٢٣) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (٢٤) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (٢٥) خِتامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ) (٢٦)
____________________________________
(وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ) (كِتابٌ مَرْقُومٌ) كما مر فى نظيره وقوله تعالى (يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) صفة أخرى لكتاب أى يحضرونه ويحفظونه أو يشهدون بما فيه يوم القيامة (إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ) شروع فى بيان محاسن أحوالهم إثر بيان حال كتابهم على طريقة ما مر فى شأن الفجار (عَلَى الْأَرائِكِ) أى* على الأسرة فى الحجال ولا يكاد تطلق الأريكة على السرير عندهم إلا عند كونه فى الحجلة (يَنْظُرُونَ) أى إلا ما شاؤا مد أعينهم إليه من رغائب مناظر الجنة وإلى ما أولاهم الله تعالى من النعمة والكرامة وإلى أعدائهم يعذبون فى النار وما تحجب الحجال أبصارهم عن الإدراك (تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ) أى بهجة التنعم وماءه ورونقه والخطاب لكل أحد ممن له حظ من الخطاب للإيذان بأن مالهم من آثار النعمة وأحكام البهجة بحيث لا يختص برؤيته راء دون راء (يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ) شراب خالص لا غش فيه (مَخْتُومٍ) (خِتامُهُ مِسْكٌ) أى مختوم أوانيه وأكوابه بالمسك مكان الطين ولعله تمثيل لكمال نفاسته وقيل ختامه مسك أى مقطعه رائحة مسك وقرىء خاتمه بفتح التاء وكسرها أى* ما يختم به ويقطع (وَفِي ذلِكَ) إشارة إلى الرحيق وهو الأنسب لما بعده أو إلى ما ذكر من أحوالهم وما فيه من معنى البعد إما للإشعار بعلو مرتبته وبعد منزلته أو لكونه فى الجنة أى فى ذلك خاصة* دون غيره (فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ) أى فليرغب الراغبون بالمبادرة إلى طاعة الله تعالى وقيل فليعمل العاملون كقوله تعالى (لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ) وقيل فليستبق المستبقون وأصل التنافس التغالب فى الشىء النفيس وأصله من النفس لعزتها قال الواحدى نفست الشىء أنفسه نفاسة والتنافس تفاعل منه كأن كل واحد من الشخصين يريد أن يستأثر به وقال البغوى وأصله من الشىء النفيس الذى يحرص