(ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢) قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ (٤٥) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (٤٦) حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ (٤٧) فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ (٤٨) فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (٤٩) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ) (٥٠)
____________________________________
وقوله تعالى (ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ) مقدر بقول هو حال من فاعل يتساءلون أى يسألونهم قائلين أى شىء أدخلكم فيها فتأمل ودع عنك ما تكلف فيه المتكلفون (قالُوا) أى المجرمون مجيبين للسائلين (لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) للصلوات الواجبة (وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ) على معنى استمرار نفى الإطعام لا على نفى استمرار الإطعام كما مر مرارا وفيه دلالة على أن الكفار مخاطبون بالفروع فى حق المؤاخذة (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ) أى نشرع فى الباطل مع الشارعين فيه (وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ) أى بيوم الجزاء أضافوه إلى الجزاء مع أن فيه من الدواهى والأهوال ما لا غاية له لأنه أدهاها وأهولها وأنهم ملابسوه وقد مضت بقية الدواهى وتأخير جناياتهم هذه مع كونها أعظم من الكل لتفخيمها كأنهم قالوا وكنا بعد ذلك كله مكذبين بيوم الدين ولبيان كون تكذيبهم به مقارنا لسائر جناياتهم المعدودة مستمرا إلى آخر عمرهم حسبما نطق به قولهم (حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ) أى الموت ومقدماته (فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ) لو شفعوا لهم جميعا والفاء فى قوله تعالى (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ) لترتيب إنكار إعراضهم عن القرآن بغير سبب على ما قبلها من موجبات الإقبال عليه والاتعاظ به من سوء حال المكذبين ومعرضين حال من الضمير فى الجار الواقع خبرا لما الاستفهامية وعن متعلقة به أى فإذا كان حال المكذبين به على ما ذكر فأى شىء حصل لهم معرضين عن القرآن مع تعاضد موجبات الإقبال عليه وتآخذ الدواعى إلى الإيمان به وقوله تعالى (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ) حال من المستكن فى معرضين