(فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذاباً (٣٠) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً (٣١) حَدائِقَ وَأَعْناباً (٣٢) وَكَواعِبَ أَتْراباً (٣٣) وَكَأْساً دِهاقاً (٣٤) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً (٣٥) جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً) (٣٦)
____________________________________
* بالرفع على الابتداء (كِتاباً) مصدر مؤكد لأحصيناه لما أن الاحصاء والكتبة من واد واحد أو لفعله المقدر أو حال بمعنى مكتوبا فى اللوح أو فى صحف الحفظة والجملة اعتراض وقوله تعالى (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً) مسبب عن كفرهم بالحساب وتكذيبهم بالآيات وفى الالتفات المنبىء عن التشديد فى التهديد وإيراد لن المفيدة لكون ترك الزيادة من قبيل مالا يدخل تحت الصحة من الدلالة على تبالغ الغضب ما لا يخفى وقد روى عن النبى عليه الصلاة والسلام أن هذه الآية أشد ما فى القرآن على أهل النار (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً) شروع فى بيان محاسن أحوال المؤمنين إثر بيان سوء أحوال الكفرة أى إن للذين يتقون الكفر وسائر قبائح أعمال الكفرة فوزا وظفرا بمباغيهم أو موضع فوز وقيل نجاة مما فيه أولئك أو موضع نجاة وقوله تعالى (حَدائِقَ وَأَعْناباً) أى بساتين فيها أنواع الأشجار المثمرة وكروما بدل من مفازا (وَكَواعِبَ) أى نساء فلكت ثديهن وهن النواهد (أَتْراباً) أى لدات (وَكَأْساً دِهاقاً) أى مترعة يقال أدهق الحوض أى ملأه (لا يَسْمَعُونَ فِيها) أى فى الجنة وقيل فى* الكأس (لَغْواً وَلا كِذَّاباً) أى لا ينطقون بلغو ولا يكذب بعضهم بعضا وقرىء كذابا بالتخفيف أى لا يكذبه أو لا يكاذبه (جَزاءً مِنْ رَبِّكَ) مصدر مؤكد منصوب بمعنى إن للمتقين مفازا فإنه فى قوة أن يقال جازى المتقين بمفاز جزاء كائنا من ربك والتعرض لعنوان الربوبية المنبئة عن التبليغ إلى الكمال شيئا فشيئا مع الاضافة إلى ضميره عليه الصلاة والسلام مزيد تشريف له صلىاللهعليهوسلم* (عَطاءً) أى تفضلا وإحسانا منه تعالى إذ لا يجب عليه شىء وهو بدل من جزاء (حِساباً) صفة لعطاء بمعنى كافيا على أنه مصدر أقيم مقام الوصف أو بولغ فيه من أحسبه الشىء إذا كفاه حتى قال حسبى وقيل على حسب أعمالهم وقرىء حسابا بالتشديد على أنه بمعنى المحسب كالدراك بمعنى المدرك.