الأسرة
الجزء الثانى من الآية ٥٤ من سورة الفرقان قوله تعالى : (فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً) فالأسرة هى اللبنة التى تتكون منها المجتمعات البشرية.
وتتكون الأسرة عادة من الأب والأم والأولاد ذكورا كانوا أم إناثا.
وينسب الأولاد إلى الأب فى الأسرة وتتم المصاهرة بين الأسر وبعضها البعض عن طريق البنات.
والبشر جميعا ينسبون إلى آدم عليهالسلام فهم بنو آدم وهو أبو الآدميين جميعا.
وبناء على ما سبق يكون المعنى القريب أو المباشر للآية الكريمة. هو خلق البشر رجالا ونساء من الماء الدافق (المنى) ليتم بينهما (بين الجنسين) التزاوج الذى عن طريقه يتم النسب والمصاهرة.
نسب البنين إلى الآباء والمصاهرة بين الأسر وبعضها البعض عن طريق البنات وبذلك يرتبط الجميع بوشائج الدم وصلات القربى.
هذا المعنى واضح فى قوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
[الروم ٢١]
فى الأسرة الواحدة المكونة من أب وأم واحدة لأبناء متعددين ذكور وإناث يكون جميع الأبناء قد سكنوا على فترات متتالية رحم هذه الأم لا محالة فصلة الرحم بينهم واضحة بلا غموض.
وإذا كان لهذه الأم إخوة وأخوات من أب وأم واحدة فهم لا شك بدورهم قد جمعهم رحم هذه الأم (جدة الأسرة الأولى).