وهكذا إذا تسلسلنا خلقا على هذا النحو فسوف تصل إلى :
١ ـ إن رحم حواء قد سكنه على فترات كل أولادها من آدم ذكورا كانوا أم إناثا.
٢ ـ إن إناث الجيل الأول اللاتى تزوجن بإخوانهن قد سكن أرحامهن كل إناث وذكور الجيل الثانى.
٣ ـ وإذا تسلسلنا على النحو السابق لوجدنا أن كل أم لاحقة قد سكن رحمها ذكور وإناث من أبنائها وبناتها.
لكن هذه الأم بدورها كانت أختا لذكور وإناث سكنوا رحم أم سابقة وهكذا.
أى أن الناس جميعا تربطهم وحدة التكوين كما تربطهم وشائج الدم (القرابة).
يقول تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات : ١٣].
والجزء الثالث من الآية ٥٤ من سورة الفرقان قوله تعالى : (وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً) [الفرقان : ٥٤]. لا يستطيع أحد أن يحصى آثار قدرة الله التى تتجلى فى كل شيئ خلقه.
ولكن الآية الكريمة تعالج خلق البشر من ماء التناسل (المنى) على النحو البديع المعجز.
شاء الله وقدر أن يخلق الحيوان المنوى كما تصنعه الخصية فى صورة تخالف صور أى خلية أخرى فى جسم الإنسان فجعله متحركا يتكون من رأس وذنب ومعدا بشكل خاص يؤهله لأداء وظيفته على الوجه الأكمل فكان خفيف الوزن أعداده كثيرة إذا ما قورنت بأعداد بويضات الأنثى (النسبة ٢٥٠٠٠٠ : ١).
وهذا ما يجعل فرص التلاقى والإخصاب كبيرة فالمعروف أن المشيج المذكر هو الذى ينتقل إلى حيث توجد البويضة فى جهاز المرأة التناسلى.