وما زال العلماء يجدون فى الجمل كلما بحثوا مصداقا لحث الله سبحانه وتعالى على النظر فى خلقه المعجز.
وحقا (فَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) [الغاشية : ١٧] صدق الله العظيم.
الطير
يقول الله تعالى فى سورة الملك : (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) [الملك : ١٩].
الصف هو أن يبسط الطائر جناحيه دون أن يحركهما وفى طيران الطيور آيات معجزات لم تفهم بعضها إلا الآن.
فأكثر ما يثير العجب هو أن يمضى الطائر فى الجو بجناحيه ساكنين حتى يغيب عن الأبصار وقد كشف العلم أن الطيور الصافة تركب متن التيارات الهوائية المساعدة التى تنشأ إما من اصطدام الهواء بعائق ما أو من ارتفاع أعمدة من الهواء الساخن فإذا ما كانت الريح هينة ظلت الأعمدة قائمة وصفت الطيور فى أشكال حلزونية أما إذا اشتدت انقلبت الأعمدة أفقيا فتصف الطيور فى خطوط مستقيمة بعيدة المدى.
وتتحلى الطيور عامة بخصائص منها خفة الوزن ومتانة البناء وعلو كفاءة القلب ودورة الدم وجهاز التنفس ودقة اتزانها وانسياب أجسامها.
وهى خصائص أودعها فيها العليم البصير سبحانه وتعالى لتحفظها فى الهواء حين تبسط جناحيها أو تقبضهما.
إلا أن الطيور الصافة تتميز على سائر الطيور باختصار حجم عضلات صدورها مع قوة الأوتار والأربطة المتصلة بأجنحتها حتى تستطيع بسطها فترات طوال دون جهد كبير.
أما الطيور صغار الأحجام التى تعتمد فى طيرانها على الدفيف فإنها تضرب