وكذلك المنخران والأذنان يكتنفهما الشعر للغرض نفسه.
فإذا ما هبت العواصف الرملية انقفل المنخران وانثنت الأذن على صغرها وقلة بروزها نحو الجسم.
أما القوائم فطوال تساعد على سرعة الحركة. مع ما يناسب ذلك من طول العنق.
وأما الأقدام فمنبسطة فى صورة خفاف تمكن الإبل من السير فوق الرمال الناعمة. وللجمل كلكل تحت صدره ووسائد قرنية على مفاصل أرجله تمكنه من الرقود فوق الأرض الخشنة الساخنة.
كما أن على جانبى ذيله الطويل شعرا يحمى الأجزاء الرقيقة من الأذى.
أما مواهب الجمل الوظيفية فأبلغ وأبدع فهو فى الشتاء لا يطلب الماء بل قد يعرض عنه شهرين متتاليين إذا كان الغذاء غضا رطبا أو أسبوعين إن كان جافا.
كما أنه قد يتحمل العطش الكامل فى قيظ الصيف أسبوعا أو أسبوعين يفقد فى أثنائهما أكثر من ثلث وزن جسمه فإذا ما وجد الماء تجرع منه كمية هائلة يستعيد بها وزنه المعتاد فى دقائق معدودات.
والجمل لا يختزن الماء فى كرشه كما كان يظن بل أنه يحتفظ به فى أنسجة جسمه ويقتصد فى استهلاكه غاية الاقتصاد فمن ذلك أنه لا يلهث أبدا ولا يتنفس من فمه ولا يصدر من جلده إلا أدنى العرق وذلك لأن حرارة جسمه تكون شديدة الانخفاض فى الصباح المبكر ثم تأخذ فى الارتفاع التدريجى أكثر من ستة درجات قبل أن تدعو الحاجة إلى تلطيفها بالعرق والتبخر.
وعلى الرغم من كمية الماء الهائلة التى يفقدها الجسم بعد العطش الطويل فإن كثافة دمه لا تتأثر إلا فى الحدود ومن ثم لا يقضى العطش عليه.
وقد ثبت أن دهن السنام مخزن للطاقة يكفيه غوائل الجوع ولكنه لا يفيد كثيرا فى تدبير الماء اللازم لجسمه.