مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلىاللهعليهوسلم أشرف المرسلين.
قال تعالى : (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت : ٥٣].
وقال تعالى : (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [النمل : ٩٣].
وقال تعالى : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) [النساء : ٨٢].
إن قضية خلق المادة والحياة من الأمور المحيرة للبشرية عبر التاريخ. وكم من فروض ونظريات وضعت لتفسير منشأ الحياة.
وجاءت الكتب السماوية لتوضح أن الخلق كله بيد الله سبحانه وتعالى. يقول الطبيب الفرنسى والعالم المستشرق موريس بوكاى فى كتابه التوراة والإنجيل والقرآن فى ضوء المعارف الحديثة يقول : إنه قد قام بدراسة مقارنة بين الكتب السماوية الثلاثة فى كل ما تعرضت له من حقائق علمية وفى ضوء تكنولوجيا القرن العشرين فإذا به يكتشف أن القرآن هو الكتاب السماوى الوحيد الذى لا توجد فيه حقيقة علمية واحدة تتعارض مع مكتشفات العلم الحديث.
لقد وجد موريس بوكاى فى الكتب الأخرى الكثير من التناقضات والأخطاء التى لا تتفق مع المنطق العلمى ويعزو هذه الأخطاء إلى البشر فلا يستطيع أحد أن يقول كيف كانت النصوص الأصلية وما نصيب الخيال والهوى فى عملية تحريرها أو