ثم يأخذ الجسم أثناء النوم نصيبا من الهدوء والراحة بعد عناء المجهودات العضلية أو العصبية أو كليهما فتهبط جميع وظائف الجسم الحيوية ما عدا عمليات الهضم وإفراز البول من الكليتين والعرق من الجلد فإن فى وقف هذه العمليات الأخيرة ضررا على حياة الفرد.
أما التنفس فيبطئ ويصير أكثر عمقا ويغدو صدريا أكثر منه بطنيا.
وتبطئ سرعة النبض ويقل مقدار ما يدفقه من القلب من كل ضربة ويضعف توتر العضلات ويصير من الصعب الحصول على الحركات العكسية. وكل هذا يسبب الراحة للإنسان أثناء نومه.
فالنوم راحة من عناء العمل.
ويلزم أن يكون النوم فى مكان صحى بدون مؤثرات حتى يستمتع النائم بالراحة والهدوء.
يقول الله تعالى فى سورة الكهف : (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ) [الكهف : ١٧].
لقد كان بالكهف الذى نام فيه أهل الكهف فتحة متسعة فى الجبل وهى متجهة إلى الشمال يجيئهم منها النسيم العليل. وإذا طلعت الشمس من المشرق عن يمينيهم مالت أشعتها عنهم وإذا غربت عن يسارهم تجاوزتهم ولم تدخل أشعتها فى كهفهم فحرارة الشمس لا تؤذيهم ونسيم الهواء يأتيهم.
أى تهيئة الجو المناسب للنوم المريح.
وذلك كله من دلائل قدرة الله.