والمحاولات المضنية لتجنب هذا البلاء بتربية الخنازير بطريقة صحية وفحص ذبائحها ومعالجة لحومها بوسائل باهظة التكاليف غير مجدية من الناحية العملية ويكفى للدلالة على هذا نذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية بها ثلاثة أمثال عدد الإصابات فى العالم أجمع ويزاد على ذلك كله أن دهن الخنزير مختلف تماما فى درجة تشبعه عن الزيوت النباتية والدهون الحيوانية الأخرى ومن ثم فإن صلاحيته للغذاء موضع شك كبير بين العلماء.
وينصح الأستاذ رام عالم الكيمياء الحيوية الدانماركى الحاصل على جائزة نوبل بعدم المداومة على تناوله حيث أنه قد ثبت بالتجربة أنه من أهم ما يسبب حصى المرارة وانسداد قنواتها وتصلبا فى الشرايين وبعض أمراض القلب الأخرى.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن لفظ اللحم شاملا للحم والدهن جميعا.
أما ما أهل به لغير الله وما ذبح على النصب فهى أوامر تعبدية.
أما المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع فحكمها حكم الميتة وإن اختلف سبب موتها.
ويقول الله تعالى فى سورة الأنعام : (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [الأنعام : ١٤٥].
تضيف هذه الآية الكريمة نص على علة تحريم أكل لحم الخنزير بأنه رجس.
والرجس هو النجس وقد جاء فى القاموس المحيط أن الرجس هو القذر والمأثم وكل ما استقذر من العمل.
فالرجس إذن كلمة جامعة لمعانى القبح والقذر وهى تلصق بالخنزير حتى عند الشعوب التى تأكله.
والخنزير حيوان رمام أى أنه يأكل ما يجده فى القمامة والنفايات وفضول الإنسان والحيوان وهذا هو السبب الرئيسى فى قيامه بدوره فى انتقال بعض الأمراض الوبيلة للإنسان على نحو ما ذكر سابقا.