قال تعالى : (ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً) [الكهف : ٥١]
فهؤلاء المضلون كما قال الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمهالله ـ الذين جاءوا ليحاربوا قضية الإيمان بقولهم المضل يثبتون رسالة السماء وحقيقة كلام سبحانه الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
والأحرى أن نقول لكل من جاء يتحدث عن خلق السماوات والأرض وخلق الإنسان : أشهدت الخلق؟ فإذا قال : لا. نسأله : ففيما تجادل؟
إن كثير من العلماء الكونيين أثبتوا أن نظرية التطور والارتقاء قامت بدون براهين وستظل كذلك.
وأما حقيقة الخلق المباشر من الله تعالى فبين يديها الملايين من البراهين. والذين قالوا بنظرية التطور والارتقاء لا كنتيجة للملاحظة أو الاختبار أو الاستدلال ولكن لأن حقيقة الخلق المباشر بعيدة عن تصورهم فلا يؤمنون بها.
وهم يستنتجون من مقارنة الهياكل العظمية والعضلات والأعصاب فى كل الأنواع أنها تنتمى جميعا إلى أصل واحد هو الكائن وحيد الخلية. ومن ثم فإن هذه الخلية الواحدة ما هى إلا صورة مصغرة لأى هيكل عظمى أو عضلة أو عصب.
ومن ثم أيضا تلفيقهم لعملية الارتقاء الطويلة من الخلية الواحدة إلى الإنسان ولا يمكن نفى التشابه بين بعض الأشكال والتكوينات ولكن هذا التشابه فرضه الخالق سبحانه وتعالى بما أراده لبعض مخلوقاته من تشابه فى طرق المعيشة والغذاء.
ولكن إذا ما أخذ المرء بنظرية التطور القائلة بانحدار الإنسان من القرد فإنه يستطيع أن يضيف أن العصفور قد انحدر من النسر لأن كليهما مكسو بالريش. وأن الكلب قد انحدر من الحمار لأن لكل منهما أربعة أرجل.
وأن البرغوث قد انحدر من الضفدعة والضفدعة من القنفذ لأن ثلاثتهم يستطيع القفز.