خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً)
[الكهف : ٥١]
إن التنوع الفائق للمخلوقات والتماثل بينها حقيقة معروفة منذ أمد طويل وتعاظم كلاهما مع ازدياد المعرفة الإنسانية لتشمل هذه أنواعا يصعب حصرها من المخلوقات والتى تتشابه فى مخطط خلقها على مستوى الخلية والكيمياء الحيوية والموروثات.
يقول الله تعالى فى سورة العنكبوت :
(أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ* قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ) [العنكبوت : ١٩ ـ ٢١].
الآيات الكريمة تتناول قضية الخلق. كيف يخلق الله الخلق من الخلق مرة بعد أخرى وهذا يدل على تصاعد عملية الخلق عبر الزمن. خلق المخلوقات الحية بتنوعها الجم وتماثلها الشديد وهو الحقيقة العلمية الوحيدة فى نظرية النشوء لأن ذلك خلق من خلق آخر وهو يسير حيث أن الإنسان أدرك قوانينه وهى تغيير المادة الوراثية وعمل بإذن الله على محاكاته خلال عملية التهجين.
إن الحقيقة القرآنية عن الخلق تدحض دعوى الكفار الذين يريدون أن يضلوا الناس عن الحق انهم يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ولكن الله يأبى إلا يتم نوره.
يقول سبحانه وتعالى : (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) [التوبة : ٣٢].
ويقول الله تعالى : (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) [الأنبياء : ١٨] صدق الله العظيم.