يوم القيامة ، ومن رمى بسهم في سبيل الله بلغ به العدو أصاب أو أخطأ كان له عتق رقبة ، ومن أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار ، ومن أنفق زوجين في سبيل الله فإن للجنة ثمانية أبواب يدخله الله من أي باب شاء منها» وهذه أسانيد جيدة قوية ، ولله الحمد.
[حديث آخر] قال أبو داود (١) : حدثنا عيسى بن محمد الرملي ، حدثنا ضمرة عن ابن أبي عبلة عن الغريف بن عياش الديلمي ، قال : أتينا واثلة بن الأسقع فقلنا له : حدثنا حديثا ليس فيه زيادة ولا نقصان ، فغضب وقال : إن أحدكم ليقرأ ومصحفه معلق في بيته فيزيد وينقص ، قلنا : إنما أردنا حديثا سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : أتينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم في صاحب لنا قد أوجب يعني النار بالقتل فقال : «أعتقوا عنه يعتق الله بكل عضو منه عضوا من النار» ، وكذا رواه النسائي من حديث إبراهيم بن أبي عبلة ، عن الغريف بن عياش الديلمي ، عن واثلة به.
[حديث آخر] قال أحمد (٢) : حدثنا عبد الصمد ، حدثنا هشام عن قتادة عن قيس الجذامي عن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من أعتق رقبة مسلمة فهو فداؤه من النار» ، وحدثنا عبد الوهاب الخفاف عن سعيد عن قتادة ، قال : ذكر لنا أن قيسا الجذامي حدث عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من أعتق رقبة مؤمنة فهي فكاكه من النار» تفرد به أحمد (٣) من هذا الوجه.
[حديث آخر] قال الإمام أحمد (٤) : حدثنا يحيى بن آدم وأبو أحمد قالا : حدثنا عيسى بن عبد الرّحمن البجلي من بني بجيلة من بني سليم عن طلحة بن مصرف عن عبد الرّحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب قال : جاء أعرابي إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله علمني عملا يدخلني الجنة ، فقال : «لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة ، أعتق النسمة وفك الرقبة» فقال : يا رسول الله أو ليستا بواحدة ، قال : «لا إن عتق النسمة أن تنفرد بعتقها ، وفك الرقبة أن تعين في عتقها ، والمنحة الوكوف (٥) ، والفيء على ذي الرحم الظالم فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع ، واسق الظمآن ، وأمر بالمعروف وانه عن المنكر ، فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من الخير».
وقوله تعالى : (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) قال ابن عباس : ذي مجاعة ، وكذا قال عكرمة ومجاهد والضحاك وقتادة وغير واحد ، والسغب هو الجوع ، وقال إبراهيم النخعي : في يوم
__________________
(١) كتاب العتاق باب ١٣.
(٢) المسند ٤ / ١٥٠.
(٣) المسند ٤ / ١٤٧.
(٤) المسند ٤ / ٢٩٩.
(٥) المنحة الوكوف : غزيرة اللبيب.