وكنت أرى قدري أعلى من أن يحوم حول حطام الدنيا ؛ حتّى وصل إليّ يوما أحد مقرّبي السلطان المغفور له سلالة السادات الملك صفي (١) ـ تغمّده الله بغفرانه ـ وأخبرني أنه يريد ملاقاتي وعليّ أن أتوجّه إلى حضرته ؛ فلما تشرّفت لملاقاته قرّبني وكلفني الإقامة في خدمته.
ولكن لما كان في حاشيته جمع من علماء الظاهر ، ولم أكن أعرف كيفيّة التعامل معهم ، ولا أرى في ذلك صلاح ديني ودنياي ـ فإنّ تأييد الدين لم يكن ميسورا لي معهم على هذه الحال ، وتفوتنى ـ مع هذا الوبال ـ حرّيتي وراحتي في الدنيا أيضا ـ فلذلك استعفيت من هذا الأمر ، وصار استعفائي ـ والحمد لله ـ مقرونا بالإجابة.
فاشتغلت مدة بعد ذلك في ظل القناعة بترويج الدين قولا وفعلا حسب المقدور ، وكنت ببركة العلم والعمل ومحبة أهل البيت أزداد يوما فيوما من استكشاف أسرار كلماتهم ـ سلام الله عليهم ـ وأفوز بفتوحات وفيوضات في المعارف الدينية والمعارف اليقينية ، ويفتح لي في كل برهة باب من علم ، ومن كل باب أبواب أخر.
وكانت الأيام تنقضي على ذلك إلى أن وصلت إليّ رسالة من الملك المقتدر ، مستعبد السلاطين ، شاه عباس الثاني (٢) ـ خلد الله ملكه ـ يأمرني
__________________
(١) ـ حكم بعد الشاه عبّاس الأول : ١٠٣٨ ـ ١٠٥٢.
(٢) ـ تولى الحكم بعد الشاه صفي (١٠٥٢ ـ ١٠٧٧) وكان زمان كتابة رسالة الفيض ـ هذه (١٠٦٥) ـ على سرير الحكم كما هو ظاهر من تعبير الفيض أيضا.
ويوجد في مخطوطة (٣٩٤٥) مكتبة آية الله المرعشي (فهرس مخطوطات المكتبة : ١٠ / ٣٢٦) رسالة من بعض السلاطين إلى الفيض يحتمل كونها سواد هذه الرسالة ، جاء فيها :
«آنكه افادت وافاضت پناه ، فضائل وكمالات دستگاه ، حقائق ومعارف آگاه ، زمره وايافتگان دين مبين ، عمده وارسيدگان حق ويقين ، جامع المعقول والمنقول ، حاوى الفروع والاصول ، علامى فهامى ، شمس الافادة والافاضة والفضيلة والمعالي ، مولانا محمد محسن ، به عنايت بيكران خسروانه مست مال بوده بداند ، كه چون پاداش دارى شكر هر چيزى بازآيد ، انعام منعم ووجوب اتيان تحميد ، درخور اكرام مكرم ـ