عبد الله العثماني ، حدثنا عيسى بن يونس ، عن الاعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها.
قلت : هذا حديث حسن عال (٧٣٨).
وقد تكلم العلماء في معنى هذا الحديث ان عليا عليهالسلام باب العلم ، واكثروا حتى قالت طائفة : إنما اراد النبي «ص» (أنا مدينة العلم) أي أنا معدن العلم وموضعه ، وما كان عندي غيرى فغير معدود من العلم.
وقوله : (وعلي بابها) يريد ان باب هذه المدينة رفيع من حيث ان شريعة النبي «ص» اثبت الشرائع وأقومها وأهداها ، لا يدخل عليها النسخ ولا التحريف ولا التبديل ، بل هي محفوظة بحفظ الله عزوجل ، مصوبة من النقص لا ينسخها شيء فلهذا نسبها الى العلو ، وكتابه آخر الكتب التي انزلها الله عزوجل فلا يدخل عليه النسخ.
قال الله تعالى : (ومهيمنا عليه) (٧٣٩) أي ان القرآن يحكم على سائر الكتب المنزلة قبله ، وما ورد فيه من الحرام والحلال لا يتغير ولا ينسخ ولا يبطل فكان القرآن اجل الكتب التي انزلها الله تعالى ، وشريعة الرسول «ص» اجل الشرائع وأعلاها وأبهاها وأسناها وأسماها ، حيث لا يدخل عليها النسخ ، ولا التبديل ، فهي عالية سامية عال بابها «علي بابها».
قلت : والله اعلم ان وجه الحديث عندي ان النبي «ص» قال (أنا مدينة العلم وعلي بابها) أراد صلىاللهعليهوآله إن الله تعالى علمني العلم وأمرني بدعاء الخلق الى الاقرار بوحدانيته في أول النبوة حتى مضى شطر زمان الرسالة على ذلك
__________________
(٧٣٨) مستدرك الصحيحين ٣ : ١٢٦ وفيه قال الحاكم : هذا حديث صحيح الاسناد.
(٧٣٩) سورة المائدة ٤٨.