ثم أمرني الله بمحاربة من أبى الاقرار لله عزوجل بالوحدانية بعد منعه من ذلك فأنا مدينة العلم ، في الأوامر والنواهي ، وفي السلم والحرب حتى جاهدت المشركين وعلي بن ابى طالب بابها ، أي هو أول من يقاتل اهل البغي بعدي من اهل بيتي وسائر امتي ، ولو لا ان عليا عليهالسلام سنّ للناس قتال اهل البغي وشرع الحكم في قتلهم ، وإطلاق الأسارى منهم ، وتحريم سلب اموالهم وذراريهم لما عرف ذلك ، فالنبي «ص» سنّ في قتال المشركين نهب اموالهم ، وسبي ذراريهم ، وسنّ علي «ع» في قتال اهل البغي ، ان لا يجهز على جريح ولا يقتل الأسير ولا تسبى النساء والذرية ، ولا تؤخذ اموالهم ، وهذا وجه حسن صحيح ، ومع هذا فقد قال العلماء من الصحابة والتابعين وأهل بيته بتفضيل علي «ع» وزيادة علمه ، وغزارته ، وحدة فهمه ، ووفور حكمته ، وحسن قضاياه ، وصحة فتواه ، وقد كان ابو بكر وعمر وعثمان (٧٤٠) وغيرهم من علماء الصحابة يشاورونه في الاحكام ، ويأخذون بقوله في النقض والابرام اعترافا منهم بعلمه ووفور فضله ، ورجاحة عقله ، وصحة حكمه ، وليس هذا الحديث في حقه بكثير لأن رتبته عند الله وعند رسوله صلىاللهعليهوسلم وعند المؤمنين من عباده أجل وأعلا من ذلك.
__________________
(٧٤٠) يراجع بهذا الخصوص الرياض النضرة ٢ : ٢٢٤ ، كنز العمال ٣ : ٣٠١ ، ٩٩ ، مسند احمد ١ : ١٤٠ ، ١٥٤ ، فيض القدير ٤ : ٣٥٦ الموطأ ١٨٦ ، الغدير ٣ : ٩١ ، مستدرك الصحيحين ٤ : ٣٧٥ معاني الآثار ٢ : ٨٨ ، سنن البيهقي ٦ : ١٢٣ ، الاستيعاب ٢ : ٤٦٣ ، الرياض النضرة ٢ : ١٩٧ ، مسند احمد ١ : ١٠٠ ، فضائل الخمسة ٢ : ٢٧١ ـ ٣٠٩ فصل : رجوع ابى بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعائشة وابن عمر الى علي «ع».