أنس انه قال : قعد العباس وشيبه صاحب البيت يفتخران ، فقال له العباس : أنا اشرف منك ، أنا عم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ووصي أبيه وساقي الحجيج.
فقال شيبة : أنا اشرف منك ، أنا امين الله على بيته وخازنه ، أفلا ائتمنك كما ائتمنني؟ فهما على ذلك يتشاجران حتى اشرف عليهما علي ، فقال له العباس : إن شيبة فاخرني فزعم انه اشرف مني ، فقال : فما قلت له أنت يا عماه؟ قال قلت : أنا عم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ووصي ابيه وساقي الحجيج أنا اشرف منك.
فقال لشيبة : ما ذا قلت أنت يا شيبة؟ قال : قلت انا اشرف منك أنا امين الله على بيته وخازنه ، أفلا ائتمنك كما ائتمنني ، قال : فقال لها اجعلاني معكما فخرا ، قالا : نعم ، قال : فأنا اشرف منكما ، أنا أول من آمن بالوعيد من ذكور هذه الامة ، وهاجر وجاهد ، وانطلقوا ثلاثتهم الى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخبر كل واحد منهم بمفخره ، فما اجابهم النبيصلىاللهعليهوآله بشيء فانصرفوا عنه ، فنزل جبرئيل عليهالسلام بالوحي بعد ايام فيهم ، فأرسل النبيصلىاللهعليهوآله إليهم ثلاثتهم حتى أتوه فقرأ عليهم : (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر) (٧٩٥) الى آخر العشر.
قلت : هكذا رواه ابن جرير الطبري ، وذكره من طرق شتى ، وهذا سياق محدث الشام في تاريخه معنعنا (٧٩٦).
__________________
(٧٩٥) سورة التوبة ١٩.
(٧٩٦) تفسير الطبري ١٠ : ٥٩ ، تفسير القرطبي ٨ : ٩١ ، تفسير الرازي ٤ : ٤٢٢ ، تفسير الخازن ٢ : ٢٢١ ، الفصول المهمة ١٢٣ ، تفسير ابن كثير ٢ : ٣٤١ ، الدر المنثور ٣ : ٢١٨ ، الغدير ٢ : ٤٩ ، ينابيع المودة ٩٣ ، الفصول المهمة ١٢٣.