الله ما اكثر مناقب علي وفضائله إني لأحسبها ثلاثة آلاف.
فقال ابن عباس رضى الله عنه : أو لا تقول انها الى ثلاثين ألفا اقرب ، خرج هذا الاثر جماعة من الحفاظ في كتبهم (٨٣٥).
قلت ، ويدلك على ذلك ما رويناه عن إمام اهل الحديث احمد بن حنبل وهو أعرف اصحاب اهل الحديث في علم الحديث ، قريع قران اقرانه ، وإمام زمانه ، والمقتدى به في هذا الفن في أبانه ، والفارس الذي نكب فرسان الحفاظ في ميدانه ، وروايته مقبولة ، وعلى كاهل التصديق محمولة ، ولايتهم في دينه ولا يشك انه يقول بتفضيل الشيخين ابى بكر وعمر رضي الله عنهما ، وأرضاهما ، وأظلنا بظل رضاهما ، فجاءت روايته فيه كعمود الصباح ولا يمكن ستره بالراح ، وهو (ما اخبرنا) العلامة مفتي الشام ابو نصر محمد بن هبة الله بن قاضي القضاة شرقا وغربا ابى نصر محمد بن هبة الله بن مميل الشيرازي ، اخبرنا الحافظ ابو القاسم علي بن الحسن الشافعي ، اخبرنا ابو المظفر عبد المنعم بن الامام عبد الكريم ، اخبرنا الامام الحافظ على التحقيق احمد بن الحسين البيهقي قال : سمعت محمد بن عبد الله الحافظ ، يقول ، سمعت القاضي ابا الحسن علي ابن الحسن الجراحي ، وأبا الحسين محمد بن المظفر الحافظ ، يقولان : سمعنا ابا حامد محمد بن هارون الحضرمي يقول : سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول : سمعت الامام احمد بن حنبل يقول ما جاء لأحد من اصحاب رسول الله (ص) ما جاء لعلي بن ابى طالب (٨٣٦).
قال الحافظ البيهقي : وهو اهل كل فضيلة ومنقبة ، ومستحق لكل سابقة ومرتبة ، ولم يكن احد في وقته احق بالخلافة منه.
قلت : هكذا اخرجه الحافظ الدمشقي في ترجمته من التاريخ ، وأما فضائله
__________________
(٨٣٥) المصدر السابق ٣.
(٨٣٦) المناقب الخوارزمي ٣.