ضدّ الإسلام؟!
٢. وروى أيضا ، عن أبي الشعثاء ، عن حذيفة ، قال : «إنّما كان النفاق على عهد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأمّا اليوم فإنّما هو الكفر بعد الإيمان» (١).
٣. وروى مسلم في صحيحه ، عن قيس ، قال : «قلت لعمّار : أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في أمر عليّ ، أرأيا رأيتموه ، أو شيئا عهده إليكم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟! ، فقال : ما عهد إلينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شيئا لم يعهده إلى الناس كافّة ، ولكنّ حذيفة أخبرني ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : في أصحابي اثنا عشر منافقا ، فيهم ثمانية لا يدخلون الجنّة حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط ، ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة ؛ وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم. والذيل من قول الراوي عن شعبة ، عن قتادة ، عن أبي نضرة ، عن قيس» (٢).
وروى مثله بطريق آخر (٣).
وما قاله عمّار بيّن ؛ لأنّ تنصيب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ عليهالسلام يوم الغدير كان على ملأ الناس الراجعين من حجّة الوداع ، وغيرها من المواطن الأخرى ، وإنّما أراد عمّار بيان أنّ مناوئي عليّ عليهالسلام وخصومه كان حذيفة قد عدّهم من الاثني عشر منافقا الّذين يمتنع دخولهم الجنّة.
٤. وروى بعد الحديثين السابقين ، عن أبي الطفيل ، قال : «كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس ، فقال : أنشدك بالله ، كم كان أصحاب العقبة؟ قال : فقال له القوم : أخبره إذ سألك! قال : كنّا نخبر أنّهم أربعة عشر ، فإن كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر ، وأشهد بالله أنّ اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة
__________________
(١). صحيح البخاري ٩ / ١٠٤ ح ٥٨ كتاب الفتن ب ٢١.
(٢). صحيح مسلم ٨ / ١٢٢ كتاب صفات المنافقين وأحكامهم.
(٣). صحيح مسلم ٨ / ١٢٢ كتاب صفات المنافقين وأحكامهم.