انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ)(١). ومفاد الآية ملحمة قرآنية عمّا بعد حياة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ثمّ إنّ القائلين بعدالة الصحابة ما داموا لا يرون في تفسير فضيلة الشيخين معنى العصمة ، فلم يدّعون الملازمة بين اجتهادهما في أمر الخلافة وبين الصواب ، وأنّ تخطئتهما في ما اجتهدا فيه مخالفة لضرورة الدين أو للمتسالم عندهم؟! ، أليست دعوى ضرورة صوابهما هي تثبيت عصمتهما؟! ، أو ليس امتناع الخطأ منهما ينافي القول بأنّ ما أتيا به هو اجتهاد منهما؟! ؛ كما إنّه ما هو المحصّل من وراء الفضيلة لهما؟! ، هل بمعنى امتناع خطئهما ، وأنّ ما أتيا به لا يمكن أن يخطئ الواقع ؛ فبتوسّط تلك الفضيلة لم يكن ما يريانه اجتهاد ، وإنّما هو عين اللوح المحفوظ؟!! كلّ هذه الجهات يراها الناظر مدمجة عند القائلين بالمقالة المزبورة!
__________________
(١). آل عمران / ١٤٤.