سفيان الأموي ، وعمرو بن العاص السهمي ، أصبحا يحرّضان الناس على طلب الدين بزعمهما!!
والله لقد علم المستحفظون من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّي لم أردّ على الله سبحانه ولا على رسوله ساعة قطّ ، ولم أعصه في أمر قطّ ، ولقد بذلت في طاعته صلوات الله عليه جهدي ، وجاهدت أعداءه بكلّ طاقتي ، ولقد واسيته بنفسي في المواطن التي تنكص فيها الأبطال ، وترتعد فيها الفرائص ، وتتأخّر فيها الأقدام ، نجدة أكرمني الله بها وله الحمد.
ولقد أفضى إليّ من علمه ما لم يفض إلى أحد غيري ، فجعلت أتبع مأخذ رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم فأطأ ذكره حتّى انتهيت إلى العرج ، ولقد قبض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وإنّ رأسه لعلى صدري ، ولقد سالت نفسه في كفّي فأمررتها على وجهي ، ولقد وليت غسله صلىاللهعليهوآلهوسلم وحدي والملائكة المقرّبون أعواني ، فضجّت الدار والأفنية ، ملأ يهبط وملأ يعرج ، وما فارقت سمعي هينمة منهم يصلّون عليه ، حتّى واريناه في ضريحه ، فمن ذا أحقّ به منّي حيّا وميّتا؟! وأيم الله ما اختلفت أمّة قطّ بعد نبيّها إلّا ظهر أهل باطلها على أهل حقّها إلّا ما شاء الله ... (١)
ويشير عليهالسلام إلى أنّ مدار فضيلة الصحبة ومقامها متحقّق فيه عليهالسلام بأرفع درجاتها ، بنحو لا يدانيه بقيّة الصحابة.
وبيان ذلك : إنّه قد اشتهر عند أهل سنّة الجماعة الاستدلال لحجّيّة الصحابة وقول الصحابي وفعله ، لا سيّما من عاشر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم مدّة مديدة ، لا سيّما جماعة السقيفة ، الّذين وطّدوا الأرضية لبيعة أبي بكر ، ومن ناصرهم على ذلك ، ولا سيّما أبي بكر وعمر ، بأنّ الصحابة هم الّذين حملوا علم الدين عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وخالطوه ، وهم أعلم
__________________
(١). نهج البلاغة : الخطبة ١٩ ، وقد ذكر للخطبة ولبعض ما ورد فيها مصادر أخرى عديدة من كتب الفريقين.