كلاما غليظا كرهناه ، فتلا عليهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الآية فبكوا واشتدّ بكاؤهم فأنزل اللهعزوجل : (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ)(١)(٢).
وقد روي قريب منه عن عبد الله بن عبّاس ، كما روي في عدّة مصادر لأهل سنّة الجماعة أنّهم سألوا : يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال : «علي وفاطمة وابناهما عليهمالسلام» (٣).
ثانيا : قال في الكشاف :
يجوز أن يكون استثناء متّصلا أي : لا أسألكم أجرا إلّا هذا وهو أن تودّوا أهل قرابتي ولم يكن هذا أجرا في الحقيقة لأنّ قرابته قرابتهم فكانت صلتهم لازمة لهم في المروءة ، ويجوز أن يكون منقطعا أي : لا أسألكم أجرا قط ولكنني أسألكم أن تودّوا قرابتي الّذين هم قرابتكم ولا تؤذوهم ، فإن قلت : هلا قيل : إلّا مودة القربى ، أو إلّا المودّة للقربى ، وما معنى قوله : (إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قلت : جعلوا مكانا للمودّة ومقرا لها ، كقولك : لي في آل فلان مودّة ، ولي فيهم هوى وحبّ شديد ، تريد : أحبّهم وهم مكان حبّي ومحله وليست (في) بصلة للمودّة ، كاللام إذا قلت : إلّا المودّة للقربى ، أنّما هي متعلّقة بمحذوف تعلّق الظرف به في قولك المال في الكيس وتقديره : إلّا المودة ثابتة في القربى ومتمكنة فيها. والقربى : مصدر كالزلفى والبشرى
__________________
(١). الشورى / ٢٥.
(٢). تفسير البرهان ٤ / ٨١٩.
(٣). لاحظ : فضائل الصحابة ـ لابن حنبل ـ ٢ / ٦٦٩ ح ١١٤١ ، والعمدة ـ لابن بطريق ـ ٩٤ ح ٤٧ ، وصحيح البخاري ـ في تفسير آية المودّة ـ ٦ / ٢٣١ ح ٣١٤ ، وتفسير الطبري ٢٥ / ١٦ ، وشواهد التنزيل ٢ / ١٤ ح ١٣٧ ، ومستدرك الحاكم ٣ / ١٧٢ ، والصواعق المحرقة : ١٧٠ ، والطرائف : ١١٢ ح ١٦٩ ، مناقب الخوارزمي : ١٩٤ ، ومقاتل الطالبيين : ٦٢ ، وغيرها من المصادر العديدة.