عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) (١) مفسّرا مبيّنا (٢).
ثمّ إنّ هناك آيات أخر دالّة على هذه الفريضة ، كقوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ* وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) (٣) وهذه الآية نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام تصدّق وهو راكع في واقعة معروفة ، فلاحظ فيها مصادر الفريقين ، وكذا آية التبليغ وآية خير البريّة ، وسورة هل أتى وغيرها من الآيات الكثيرة.
وأمّا الروايات ، والأحاديث الواردة في افتراض محبّة عترة المصطفى علي وفاطمة وولديهما فهي فوق حدّ التواتر ، فقد روي عن جابر : أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن نعرض أولادنا على حبّ علي بن أبي طالب (٤). وروي عن عبادة بن الصامت ، أنّه قال : كنا نبور أولادنا بحبّ علي ابن أبي طالب فإذا رأينا أحدا لا يحبّه علمنا أنّه ليس منّا وأنه لغير رشدة (٥).
وروى المناوي في كنوز الحقائق ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «حبّ علي عليهالسلام براءة من النفاق» (٦) ، وروى الطبراني وغيره عن فاطمة الزهراء عليهاالسلام قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «أنّ السعيد كلّ السعيد من أحبّ عليّا عليهالسلام في حياته وبعد موته ، وأنّ الشقيّ كلّ الشقيّ من أبغض عليّا عليهالسلام في حياته وبعد موته» (٧) ، وروى جابر رضى الله عنه : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
(١). الشورى / ٢٢ و ٢٣.
(٢). عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ / ٢١١ ح ١.
(٣). المائدة / ٥٥ و ٥٦.
(٤). ميزان الاعتدال ١ / ٢٣٦ ، لسان الميزان ٢ / ٢٣١.
(٥). الغريبين ـ للهروي ـ ٢١ مخطوط ، مجمع بحار الأنوار ـ للصديقي ـ ١ / ١٢١ طبعة لكهنو ، الأربعين ـ لعلي الهروي ـ ٥٤ ، المناقب ـ لعبد الله الشافعي ـ ٢١ مخطوط ، تاج العروس ٣ / ٦١ مادة «بور» ، نزهة المجالس ـ للصفوري ـ ٢ / ٢٠٨.
(٦). كنوز الحقائق : ٦٧ ، ينابيع المودّة ـ للقندوزي ـ ١٨.
(٧). المناقب ـ للخوارزمي ـ ٤٧ و ٨٠ عن معجم الطبراني ، ذخائر العقبى : ٩٢ ، الرياض النضرة ٢ / ٢١٤،