قيل : نزلت في اثني عشر رجلا وقفوا على العقبة ليفتكوا برسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم عند رجوعه من تبوك ، فأخبر جبرئيل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك وأمره أن يرسل إليهم ويضرب وجوه رواحلهم ، وعمّار كان يقود دابّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وحذيفة يسوقها ، فقال لحذيفة : اضرب وجوه رواحلهم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّه فلان وفلان. حتّى عدّهم كلّهم. فقال حذيفة : ألا تبعث إليهم فتقتلهم؟! فقال : أكره أن تقول العرب لمّا ظفر بأصحابه أقبل يقتلهم.
وروي عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام مثله ، إلّا أنّه قال : ائتمروا بينهم ليقتلوه ، وقال بعضهم لبعض : إن فطن نقول : إنّا كنّا نخوض ونلعب ، وإن لم يفطن نقتله.
وفي ذيل الآيات اللاحقة قال :
وقيل : نزلت في أهل العقبة ؛ فإنّهم ائتمروا في أن يغتالوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في عقبة عند مرجعهم من تبوك وأرادوا أن يقطعوا انساع راحلته ، ثمّ ينخسوا به ، فأطلعه الله تعالى على ذلك ، وكان من جملة معجزاته ؛ لأنّه لا يمكن معرفة مثل ذلك إلّا بوحي من الله تعالى.
فسار رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في العقبة وعمّار وحذيفة معه ، أحدهما يقود ناقته والآخر يسوقها ، وأمر الناس كلّهم بسلوك بطن الوادي ، وكان الّذين همّوا بقتله اثني عشر رجلا أو خمسة عشر رجلا على الخلاف فيه ، عرفهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وسمّاهم بأسمائهم واحدا واحدا. عن الزجّاج والواقدي والكلبي ، والقصّة مشروحة في كتاب الواقدي. وقال الباقرعليهالسلام : كانت ثمانية منهم من قريش وأربعة من العرب (١).
وقال الزمخشري في ذيل الآية ٧٤ :
أقام رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في غزوة تبوك شهرين ينزل عليه
__________________
(١). مجمع البيان ـ للطبرسي ـ ٥ / ٧٠ ـ ٧٨.