استووا بأعلاها ، فخرجوا من العقبة ينتظرون الناس ، فقال النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لحذيفة : هل عرفت يا حذيفة من هؤلاء الرهط أحدا؟!
قال حذيفة : عرفت راحلة فلان وفلان ، وقال : كانت ظلمة الليل وغشيتهم وهم متلثّمون.
فقال النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : هل علمتم ما كان شأنهم وما أرادوا؟!
قالوا : لا والله يا رسول الله.
قال : فإنّهم مكروا ليسيروا معي حتّى إذا طلعت في العقبة طرحوني منها.
قالوا : أفلا تأمر بهم يا رسول الله فنضرب أعناقهم.
قال : أكره أن يتحدّث الناس ويقولوا أنّ محمّدا وضع يده في أصحابه.
فسمّاهم لهما وقال : اكتماهم.
ثمّ إنّ السيوطي ذكر رواية البيهقي بطريق آخر ، فيها ذكر أسمائهم ، قال :
وأخرج ابن سعد عن نافع بن جبير بن مطعم ، قال : لم يخبر رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بأسماء المنافقين الّذين تحسّوه ليلة العقبة بتبوك غير حذيفة رضى الله عنه ، وهم اثنا عشر رجلا ليس فيهم قرشي وكلّهم من الأنصار ومن حلفائهم.
ثمّ ذكر السيوطي رواية أخرى عن البيهقي أيضا في الدلائل ، وذكر سرد الواقعة إلى أن قال : قلنا : يا رسول الله! ألا تبعث إلى عشائرهم حتّى يبعث إليك كلّ قوم برأس صاحبهم.
قال : لا ، إنّي أكره أن تحدّث العرب بينها أن محمّدا قاتل بقوم حتّى إذا أظهره الله بهم أقبل عليهم يقتلهم. ثمّ قال : اللهمّ ارمهم بالدبيلة.
قلنا : يا رسول الله! وما الدبيلة؟