العقبة إلّا عمّار وحذيفة وسلمان والمقداد ، حسب اختلاف الروايات ، بينما باقي الصحابة ـ كالصاحب في الغار ، وغيره من أصحاب السقيفة ـ لم يكونوا معه صلىاللهعليهوآلهوسلم. وستأتي تتمّة للموارد الفاحصة لأوراق هذه الحادثة.
قال السيوطي في الدرّ المنثور :
وأخرج البيهقي في الدلائل عن عروة رضى الله عنه ، قال : رجع رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قافلا من تبوك إلى المدينة ، حتّى إذا كان ببعض الطريق مكر برسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ناس من أصحابه ، فتآمروا أن يطرحوه من عقبة في الطريق ، فلمّا بلغوا العقبة أرادوا أن يسلكوها معه ، فلمّا غشيهم رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أخبر خبرهم ، فقال : من شاء منكم أن يأخذ بطن الوادي فإنّه أوسع لكم.
وأخذ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم العقبة وأخذ الناس بين الوادي إلّا النفر الّذين مكروا برسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لمّا سمعوا ذلك استعدّوا وتلثّموا وقد همّوا بأمر عظيم ، وأمر رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم حذيفة بن اليمان رضى الله عنه وعمّار بن ياسر رضى الله عنه فمشيا معه مشيا ، فأمر عمّار أن يأخذ بزمام الناقة وأمر حذيفة يسوقها. فبينما هم يسيرون إذ سمعوا وكزة القوم من ورائهم قد غشوه فغضب رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وأمر حذيفة أن يردّهم ، وأبصر حذيفة رضى الله عنه غضب رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم فرجع ومعه محجن فاستقبل وجوه رواحلهم فضربها ضربا بالمحجن ، وأبصر القوم وهم متلثّمون لا لا يشعروا إنّما ذلك فعل المسافر ، فرعبهم الله حين أبصروا حذيفة رضى الله عنه وظنّوا أنّ مكرهم قد ظهر عليه فاسرعوا حتّى خالطوا الناس.
فأقبل حذيفة رضى الله عنه حتّى أدرك رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، فلمّا أدركه قال : اضرب الراحلة يا حذيفة ، وامش أنت يا عمّار. فاسرعوا حتّى